خطبة الجمعة للدكتور محمد حرز : كيف نستقبل ليلة القدر ؟
خطبة الجمعة القادمة بعنوان : كيف نستقبل ليلة القدر ؟ ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 23 رمضان المبارك 1444هـ ، الموافق 14 أبريل 2023م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 14 أبريل 2023م بصيغة word بعنوان : كيف نستقبل ليلة القدر ؟ ، للدكتور محمد حرز.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 14 أبريل 2023م بصيغة pdf بعنوان : كيف نستقبل ليلة القدر ؟ ، للدكتور محمد حرز.
عناصر خطبة الجمعة القادمة 14 أبريل 2023م بعنوان : كيف نستقبل ليلة القدر ؟.
أولًا: ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر؟
ثانيــــًا : كيف أحيي ليلة القدر؟
ثالثًا وأخيرًا: أوشك رمضان على الرحيل.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 14 أبريل 2023م بعنوان : اكيف نستقبل ليلة القدر ؟ : كما يلي:
خطبة الجمعة القادمة : كيفَ نستقبلُ ليلةَ القدرِ؟ بتاريخ 23 رمضان 1444هـ، الموافق 14 أبريل 2023م
الحمدُ للهِ القائلِ في محكمِ التنزيلِ: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ (القدر:3وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ القائلُ كما في صحيح البخارِي مِن حديثِ أبي هريرةَ رضى اللهُ عنه قال: قالَ رسولُ اللهِ((مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ) ، فاللهم صلِّ وسلمْ على مسكِ الختامِ، وخيرِ مَن صلَّى وصامَ، وطافَ بالبيتِ الحرامِ، وجاهدَ الكفارَ في شهرِ الصيامِ، وعلى آلِهِ وصحبهِ الأعلامِ، مصابيحِ الظلامِ، خيرِ هذه الأمةِ على الدوامِ، وعلى التابعين لهم بإحسانٍ والتزام.
أمَّا بعد: فأوصيكُم ونفسِي أيُّهَا الأخيارُ بتقوى العزيزِ الغفارِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمر102
أيُّها السادةُ:( كيفَ نستقبلُ ليلةَ القدرِ؟))عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتنا
أولًا: ليلةُ القدرِ وما أدراكَ ما ليلةُ القدرِ؟
ثانيــــًا : كيف أُحيي ليلةَ القدرِ؟
ثالثًا وأخيرًا: أوشكَ رمضانُ على الرحيلِ.
بدايةً ما أحوجَنَا في هذه الدقائقِ المعدودةِ إلى أنْ يكونَ حديثُنَا عن استقبالِ ليلةِ القدرِ وخاصةً وليلةُ القدرِ ليلةٌ عظيمةٌ ومنّةٌ كبيرةٌ أمتنَّ اللهُ بها علي أمةِ الإسلامِ ونبِيّ الإسلامِ ﷺ، وخاصةً ونحن في العشرِ الأواخرِ مِن رمضانَ، وكان النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهَا، حيث كان يعتكفُ فيها ويتحرّى ليلةَ القدرِ، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ) متفق عليه.
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة
أولًا: ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر؟
أيُّها السادةُ: ليلةُ القدرِ وما أدراكَ ما ليلةُ القدرِ؟ إنَّها ليلةُ القدرِ، تلكمُ الليلةُ العظيمةُ المباركةُ التي تتنزلُ فيها ملائكةُ الربِّ سبحانَهُ إلى السماءِ الدنيا حفاوةً بعبادِ اللهِ المؤمنين، وينزلُ الربُّ سبحانَهُ وتعالى على الكيفيةِ التي تليقُ، بجلالهِ جلّ وعلَا، وتتنزلُ رحماتُهُ جلّ جلالُهُ على عبادهِ الموحدين، وما ذلك إلّا زيادةٌ في الفضلِ والإكرامِ على عبادهِ المتقين مِن أمةِ الحبيبِ ﷺ، ليلةُ القدرِ وما أدراكَ ما ليلةُ القدرِ؟ هي الليلةُ المباركةُ، هي سيدةُ الليالِي، ليلةُ القضاءِ و الحكمِ، ليلةُ التدبيرِ والأمرِ، ليلةُ الشرفِ و الفضلِ والقدرِ، ليلةُ القدرِ منحةُ الملكِ العلَّامِ لأُمةِ الإسلامِ، ليلةٌ تبدأُ مِن غروبِ الشمسِ إلى مطلعِ الفجرِ، ليلةٌ اطلعَ اللهُ فيها على الذنوبِ فغفرَهَا وعلى العيوبِ فسترَهَا وعلى حوائجِ السائلينَ فقضاهَا بفضلهِ ويسّرَهَا، ليلةٌ عظيمةٌ أشادَ القرآنُ بفضلِهَا، وأخبرَ عنهَا المعصومُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وتواترتْ في فضلِهَا النصوصُ، وتسابقَ إليها الصحابةُ الكرامُ، والأئمةُ الأعلامُ، فصُنفتْ في فضلِهَا المصنفات، ودُونتْ في شرفِهَا المدونات، وكُتبتْ في أحكامِهَا المجلدات، وما ذاك إلّا لعظمِهَا، وعظمِ قدرِهَا، وعلوِّ منزلتِهَا، ورفعةِ شأنِهَا، وكيف لا؟ وهي خيرٌ مِن ألفِ شهرٍ، وكيف لا؟ وفيها تتنزلُ الملائكةُ والرحماتُ، وكيف لا؟ وفيها تُغفرُ الذنوبُ وتُمحَى السيئاتُ، وكيف لا؟ وفيها ترتفعُ الدرجاتُ، ويجودُ بالفضلِ والمغفرةِ ربُّ البرياتِ على العبادِ. سُميّتْ ليلةُ القدرِ بذلك لعدةِ معانٍ قِيلَ: لشرفِهَا وعظيمِ قدرِهَا عندَ الله، وقِيلَ: لأنَّهُ يُقدّرُ فيها ما يكونُ في تلك السنةِ لقولهِ – تعالى -: {فيها يُفرقُ كلُّ أمرٍ حكيم.} (الدخان:4)، وقِيل: لأنَّه ينزلُ فيها ملائكةٌ ذو قدرٍ. وقِيل: لأنَّها نزلَ فيها كتابٌ ذو قدرٍ، بواسطةِ ملكٍ ذي قدرٍ، على رسولٍ ذي قدرٍ، وأمةٍ ذاتِ قدرٍ. وقِيلَ: لأنَّ للطاعاتِ فيها قدرًا عظيمًا، وقيل: لأنَّ مَن أقامَهَا وأحياهَا صارَ ذَا قدرٍ.
ليلةُ القدرِ وما أدراكَ ما ليلةُ القدرِ؟ فِي هَذِه اللَّيْلَةِ أيُّها الأخيارُ يَكْثُرُ فيها تَنَزُّلُ الْمَلَائِكَةِ ؛ لِكِثْرَةِ بَرَكَتِهَا، قَالَ تَعَالَى﴿ تَنزلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾ القدر: 4 وَالرُّوحُ: هُوَ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَقَدْ خَصَّهُ بِالذِّكْرِ لِشَرَفِهِ. وَهِيَ لَيْلَةٌ سَالِمَةٌ، لَا يَسْتَطِيعُ الشَّيْطَانُ أَنْ يَعْمَلَ فِيهَا سُوءًا، أَوْ يَعْمَلَ فِيهَا أَذًى، وَتَكْثُرُ فِيهَا السَّلَامَةُ مِنَ الْعِقَابِ وَالْعَذَابِ؛ لما يَقُومُ به الْعِبَادُ مِنْ طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. ويَغْفِرُ اللهُ تَعَالَى لِمَنْ قَامَهَا إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، قَالَ النَّبِيِ ﷺ كما في حديث أبي هريرة(( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَمَعْنَى: (إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً) أَيْ: تَصْدِيقاً بِوَعْدِ اللهِ بِالثَّوَابِ عَلَيْهِ، وَطَلَباً لِلْأَجْرِ لَا لِقَصْدٍ آَخَرَ مِنْ رِيَاءٍ أَوْ نَحْوِهِ. وَمِنْ عَظَمَتِهَا أَنَّ اللهَ تَعَالَى أَنْزَلَ فِي شَأْنِهَا سُورَةً تُتْلَى إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَذَكَرَ فِيهَا شَرَفَ هَذِهِ اللَّيْلةِ، وَعِظَمَ قَدْرِهَا، قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾[القدر: 1 – 5.فالْعِبَادَةُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَهَذَا فَضْلٌ عَظِيمٌ، وَفِي هَذَا تَرْغِيبٌ لِلْمُسْلِمِ وَحَثٌّ لَهُ عَلَى قِيَامِهَا، وَابْتِغَاءِ وَجْهِ اللهِ بِذَلِكَ، وَلِذَا كَانَ النَّبِيُّ ﷺ وَسَلَّم يَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ وَيَتَحَرَّاهَا؛ مُسَابَقَةً مِنْهُ إِلَى الْخَيْرِ، وَهُوَ الْقُدْوَةُ لِلْأُمَّةِ وَلَيْلَةُ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ، وَفِي أَوْتَارِ الْعَشْرِ آَكَدُ، لِحَدِيث عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: (تَحَرُّوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوَتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ
ومِن فضائلِ هذه الليلةِ المباركةِ أنّ اللهَ -عزّ وجلّ- اختصّهَا بأنْ أنزلَ فيها القرآنَ العظيمَ، قالَ ربُّنَا(( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرَاً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [الدخان:3–6وقالَ جلَّ وعلا ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) سورة القدر، قال ابنُ عباسٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ : أنزلَ اللهُ القرآنَ جملةً واحدةً مِن اللوحِ المحفوظِ إلى بيتِ العِزّةِ مِن السماءِ الدنيا، ثُم نزلَ مُفصلًا بحسبِ الوقائعِ في ثلاثٍ وعشرين سنةً على رسولِ اللهِ ﷺ.
ومِن فضلِهَا – أنّ اللهَ -عزّ وجلّ- جعلَهَا ليلةً مباركةً قالَ ربُّنَا (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَة) وبركةُ هذه الليلةِ بركةٌ في الوقتِ، وبركةٌ في العملِ، وبركةٌ في الثوابِ والجزاءِ عندَ اللهِ -عزّ وجلّ.
ومِن فضلِهَا: أنَّ اللهَ جعلَهَا خيرًا مِن ألفِ شهرٍ، أي خيرًا مِن أكثر مِن ثلاثٍ وثمانينَ سنةً! ليلةٌ واحدةٌ قالَ تعالى (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)ومِن فضائِلِهَا أنَّ الملائكةَ تتنزلُ فيهَا، وفيهم جبريلُ، يتنزلونَ بالخيرِ والرحمةِ والبركةِ، قالَ اللهُ جلَّ وعلا (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) [القدر:4، ومِن فضلِهَا أنَّها سلامٌ حتى مطلعِ الفجرِ، فهي ليلةٌ سالمةٌ لا شرَّ فيها، بل كلُّهَا خيرٌ ونعمةٌ وفضلٌ وبركةٌ.
ومِن فضلِهَا: أنَّه يفرقُ فيها كلُّ أمرٍ حكيمٍ، أي يُكتبُ فيها ما هو كائنٌ مِن أعمالِ العبادِ إلى ليلةِ القدرِ الأخرى، والمرادُ بالكتابةِ هنَا الكتابةُ السنويةُ لا الكتابةُ العامةُ التي في اللوحِ المحفوظِ.
ومِن فضائلِ هذه الليلةِ: أنَّها تُغفرُ فيها الذنوبُ وتُسترُ العيوبُ وتُعتقُ الرقابُ مِن النيرانِ ففي صحيح البخاري مِن حديثِ أبي هريرةَ رضى اللهُ عنه قال: قال ﷺ: مَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا غُفرَ لهُ ما تقدمَ مِن ذنبهِ“. فالمحرومُ يا سادةٌ مَن حُرِمَ خيرَهِا وفضلَهَا، فالمحرومُ مَن ضيعَهَا، والمحرومُ مَن باعَ ليلةَ القدرِ بتجارةٍ زائفةٍ أو بمجلسِ غيبةٍ ونميمةٍ أو بالسهرِ في المقاهِي وأمامَ التلفازِ…. فالبدارَ البدارَ قبلَ فواتِ الأوانِ أيُّها الأخيارُ.
شهرٌ يفوقُ على الشهورِ بليلةٍ *** مِن ألفِ شهرٍ فضلتْ تفضـيلًا
طُوبى لعبدٍ صحَّ فيه صيامُهُ *** ودعا المهيمنَ بكرةً وأصيــلًا
وبليلةٍ قــد قامَ يختمُ وردَهُ *** متبتـــلًا لإلهــهِ تبتــيلًا
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة
ثانيــــًا : كيف أحيي ليلة القدر؟
أيُّها السادةُ: ليلةُ القدرِ منحةٌ ربانيةٌ ،وغنيمةٌ إلهيةٌ، ونفحةٌ مِن نفحاتِ الرحمنِ يتنافسُ فيها المتنافسون، ويستغفرُ فيها المستغفرون، ويتوبُ فيها المذنبون، نفحةٌ مِن نفحاتِ ربِّكُم ألَا فتعرضُوا لها لماذا يا رسولَ اللهِ ؟ لعلّ أنْ تصيبَكُم نفحةٌ مِن نفحاتِ ربِّكُم فلا تشقونَ بها أبدًا.
أُحيي ليلةَ القدرِ: بصفاءٍ مع اللهِ جلّ وعلا وبتوبةٍ نصوحٍ وبالندمِ على ما فرطنَا في جنبِ اللهِ، قالَ جلّ وعلا (قل يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا) الزمر: 53. فبابُ التوبةِ مفتوحٌ لا يغلقُ أبدًا فهل مِن توبةٍ قبلَ فواتِ الأوانِ؟ فسبحانَ مَن يبسطُ يدَهُ بالنهارِ ليتوبَ مسيءُ الليلِ، ويبسطُ يدَهُ بالليلِ ليتوبَ مسيءُ النهارِ هل مِن توبةٍ تمحُو الخطايَا والذنوب؟ قالَ ربُّنَا ((إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)) الفرقان:71
أُحيي ليلةَ القدرِ: بالصلاةِ والقيامِ والتهجدِ بينَ يدي اللهِ بذلٍّ وانكسارٍ، فعن أَبي هُريرةَ رضي اللهٌ عنه، عن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمانًا واحْتِسَابًا، غُفِر لَهُ مَا تقدَّم مِنْ ذنْبِهِ متفقٌ عَلَيْهِ.) متفق عليه فصلاةُ الليلِ لها شأنٌ عظيمٌ في تثبيتِ الإيمانِ، والإعانةِ على جليلِ الأعمالِ، وما فيه صلاحُ الأحوالِ والمالِ، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [المزمل: 1 – 2] إلى قولهِ: ﴿ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴾ [المزمل: 5 – 6].
وثبتَ في – صحيحِ مسلمٍ عن النبيٍّ ﷺ أنَّه قال: ((أفضَلُ الصلاة بعدَ المكتوبة – يعني: الفريضة – صلاة الليل))[1]، وفي حديثِ عمرو بنِ عبسةَ قال ﷺ: ((أقرَبُ ما يكونُ الربُّ مِن العبدِ في جوفِ الليلِ الآخِرِ، فإنْ استَطعتَ أنْ تكونَ مِمَّن يذكرُ اللهَ في تلك الساعةِ فكنْ)) وفي الصحيحينِ عن أبي هريرةَ – رضِي اللهُ عنه – أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال: ((ينزلُ ربُّنَا – تباركَ وتعالى – كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا، حينَ يبقَى ثلثُ الليلِ الآخِرِ فيقولُ: مَن يدعونِي فأستجيبَ لهُ؟ مَن يسألنِي فأعطيهُ؟ مَن يستغفرنِي فأغفرَ لهَ؟)).
أُحيي ليلةَ القدرِ بالإكثارِ مِن الدعاءِ، ولا سيّما ذلكم الدعاءُ العظيمُ المأثورُ الذي علّمَهُ النبيُّ ﷺ أمَّ المؤمنين عائشةَ -رضي اللهُ عنها-، ففي الترمذِي أنَّ عائشةَ -رضي اللهُ عنها- قالتْ: يا رسولَ اللهِ أرأيت إنْ علمتُ ليلةَ القدرِ أي ليلةٍ هي، فماذا أقولُ؟ قال: “قولِي: اللهمّ إنّك عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنّي“. فإذا أردتَ أنْ يعفوَ عنكَ الملكُ فلابدّ وأنْ تعفوَ عن الناسِ قالَ ربُّنَا: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) [سورة الأعراف: 199]وكَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ: «أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ»، رواه مسلم
أُحيي ليلةَ القدرِ بالصفاءِ مع الناسِ في كلِّ مكانٍ بتطهيرِ القلبِ مِن الحقدِ والغلِّ والبغضاءِ والكراهيةِ وبالعفوِ والصفحِ والمسامحةِ، وَبِالعَفوِ وَالصَّفحِ أَمَرَ اللهُ سُبحَانَهُ نَبِيَّهُ -صلى الله عليه وسلم-فَقَالَ: (خُذِ العَفوَ وَأْمُرْ بِالعُرفِ وَأَعرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ) [الأعراف: 199]. وَقَالَ تَعَالى: (فَاصفَحِ الصَّفحَ الجَمِيلَ) [الحجر: 85].
وَبِالعَفوِ وَالصَّفحِ أَمَرَ اللهُ المُؤمِنِينَ، وَجَعَلَ نَتِيجَتَهُ مَغفِرَةُ ذُنُوبِهُم وَرَحمَتُهُ إِيَّاهُم، فَقَالَ تَعَالى: (وَلْيَعفُوا وَلْيَصفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [النور: 22]. وقال: (وَإِن تَعفُوا وَتَصفَحُوا وَتَغفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [التغابن: 14 من عفا عن عباد الله عفا الله عنه: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [الشورى:40]، فمَن أرادَ أنْ يغفرَ اللهُ لهُ فليغفرْ لعبادِ اللهِ، وليتعاملْ معهُم بالعفوِ والتسامحِ، وغضِّ الطرفِ، ومقابلةِ الإساءةِ بالإحسانِ: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) [فصلت: 34 – 35].
باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ والسنةِ، ونفعنَا بمَا فيهِمَا مِن الآياتِ والحكمةِ.
الخطبةُ الثانيةُ :الحمدُ للهِ ربِّ العَالَمِين, وَالعَاقِبةُ للمُتّقِين, وَلا عُدوانَ إِلا عَلَى الظَّالِمين, وَأَشهدُ أنْ لا إِلهَ إِلا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ, وَأَشهدُ أَنَّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَرَسُولُهُ, صَلَى اللهُ عَليْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَسَلّمَ تَسلِيماً كَثِيراً……أمّا بعدُ
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة
ثالثًا وأخيرًا: أوشك رمضان على الرحيل.
أيُّها السادةُ: ومرتْ الأيامُ سريعًا وأوشكَ رمضانُ على الانتهاءِ وصدقَ ربُّنَا إذْ يقولُ ( وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)) آل عمران 140،وصدقَ ربُّنَا إذ يقولُ (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ)) آل عمران 185، ومرتْ الأيامُ سريعًا وأوشكَ رمضانُ على الانتهاءِ وصدقَ ربُّنَا إذ يقولُ ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)) الرحمن ، بالأمسِ القريبِ كُنّا ننتظرُ شهرَ رمضانَ وها نحنُ في العشرِ الأواخرِ منهُ فهل مِن متعظٍ ومدكرٍ؟ قال الحسنُ البصريُّ رحمهُ اللهُ: يا ابنَ آدمَ إنَّما أنتَ أيامٌ إذا ذهبَ يومٌ ذهبَ بعضُك!!!
ومرتْ الأيامُ سريعًا وأوشكَ رمضانُ على الانتهاءِ وهكذا حالُ الدنيَا وصدقَ نبيُّنَا ﷺ إذ يقولُ : « مَا لِي وَمَا لِلدُّنْيَا مَا أَنَا في الدُّنْيَا إِلاَّ كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا ». رواه الترمذي
ها هي الساعاتُ تمرُّ، والأيامُ تجرِى مِن وراءِهَا، أوشكَ رمضانُ على الانتهاءِ، كنَّا بالأمسِ القريبِ نتلقّى التهانِي بقدومهِ، ونسألُ اللهَ بلوغَهُ، واليومُ نتلقَّى التعازِي برحيلهِ، ونسألُ اللهَ قبولَهُ.. كنَّا في شوقٍ للقائهِ، نتحرَّى رؤيةَ هلالهِ، ونتلقّى التهانِي بمقدمهِ، وها نحن في آخرِ ساعاتهِ، نتهيأُ لوداعهِ، وهذه الجمعةُ، فسبحانَ مُصَرِّفِ الشهورِ والأعوامِ، سبحانَ مدبرِ الليالِي والأيامِ، سبحانَ الذي كتبَ الفناءَ والموتَ على جميعِ خلقهِ وهو الحيُّ الباقِي الذي لا يموت ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ (الرحمن: 26، 27).
فو اللهِ إنَّ قلوبَ الصالحين إلى هذا الشهرِ تحنُّ، ومِن ألمِ فراقهِ تئنُّ، وكيف لا؟ وقد نزلتْ فيه رحمةُ ربِّ العالمين؟ كيف لا تتألمُ قلوبُ المحبين على فراقهِ وهم لا يعلمون هل يعيشون حتى يحضرونَه مرةً أُخرى أم لا، فإنْ لم نحسنْ استقبالَهُ يا سادةٌ فلنحسنْ توديعَهُ، فالعبرةُ بكمالِ النهايةِ لا بنقصِ البدايةِ (فالعبرةُ بالخواتيمِ)، شهرٌ ربحَ فيهِ مَن ربح.. وخسرَ فيهِ مَن خسر.. وقُبلَ فيه مَن قُبل.. وطُردَ فيه مَن طُرد.. فيا ليتَ شعرِي.. مَن المقبولُ مِنّا فنهنئَهُ؟ يا ليتَ شعرِي.. مَن المطرودُ مِنّا فنعزيه!! فطُوبَي لِمَن أدركَ رمضانَ وغُفرَ له، وطوبَي لمَن أدركَ رمضانَ واُعتقتْ رقبتُهُ مِن النارِ، وخابَ وخسرَ مَن أدركَ رمضانَ ولم يُغفرْ له، خابَ وخسرَ مَن أدركَ رمضانَ ولم تُعتقْ رقبتهُ مِن النارِ. أيُّها السادةُ: ومِمّا يشرعُ في هذه الايامِ: زكاةُ الفطرِ شرعَهَا اللهُ في رمضانَ فهي كسجودِ السهوِ بالنسبةِ للصلاةِ وكالدينِ بالنسبةِ للروحِ، وتُسمّى زكاةُ الرؤوسِ والأبدانِ، شُرعتْ زكاةُ الفطرِ تطهيرًا للنفسِ مِن أدرانِ الشحِّ، وتطهيرًا للصائمِ مِن اللغوِ والرفثِ، ومواساةً للفقراءِ والمساكين، وإظهارًا لشكرِ نعمةِ اللهِ تعالى على العبدِ بإتمامِ صيامِ شهرِ رمضانَ وقيامهِ، وفعلِ ما تيسرَ مِن الأعمالِ الصالحةِ فيهِ. روى أبوداود في سننهِ مِن حديثِ ابنِ عباسٍ – رضي اللهُ عنه – قال: فرضَ رسولُ اللهِ ﷺ زكاةَ الفطرِ طهرةً للصائمِ مِن اللغوِ والرفثِ، وطعمةً للمساكين)، وزكاةُ الفطرِ واجبةٌ تجبُ بالفطرِ مِن رمضانَ قال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى﴾ [الأعلى: 14]؛ قال عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ أي أخرجَ زكاةَ الفطرِ، وعن ابنِ عمرَ رضى اللهُ عنهما كما في الصحيحين: “فَرَضَ رسولُ اللهِ ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ”. قال ابنُ المنذرِ: “وأجمعُوا على أنًّ صدقةَ الفطرِ فرضٌ))فتجبُ زكاةُ الفطرِ على كلِّ مسلمٍ: حرٍّ أو عبدٍ، أو رجلٍ أو امرأةٍ، صغيرٍ أو كبيرٍ. لحديث (فَرَضَ رسولُ اللهِ ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: حرٍّ أو عبدٍ، أو رجلٍ أو امرأةٍ، صغيرٍ أو كبيرٍ))، ومقدارُهًا صاعًا كما في حديثِ ابنِ عمرَ: “فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ”. والصاعُ بالكيلُو هو ما بينَ اثنين كيلو ونصف إلى ثلاثة كيلو تقريبًا. والأصلُ في إخراجِهَا أنْ تكونَ طعامًا ففي حديثِ أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ يَقُولُ: “كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ”. ويجوزُ إخراجُهَا قيمةً أو نقدًا كما قال أبو حنيفةَ الثوري وغيرُهُ، وخاصةً إذا كانت الضرورةُ داعيةً إلى هذا ولقد حددتهَا دارُ الافتاءِ المصرية بثلاثين جنيهًا كحدِّ أدنَى لزكاةِ الفطرِ.
ويجوزُ تعجيلُ صدقةِ الفطرِ قبلَ العيدِ بيومٍ، أو يومين. قال ابنُ عمرَ رضي اللهُ عنهما: أمرنَا رسولُ اللهِ ﷺ بزكاةِ الفطرِ، أنْ تُؤدّى قبلَ خروجِ الناسِ إلى الصلاةِ. قال نافعٌ: وكان ابنُ عمرَ يؤديهَا، قبل ذلك، باليومِ، أو اليومين. كما تجبُ زكاةَ الفطرِ على الفقيرِ إذا كانتْ فائضةً عن حاجتهِ وحاجةِ مَن يعولُ، لِمَا رواهُ أحمدُ و أبو داود عن ثعلبةَ عن أبي صغيرٍ عن أبيهِ أنّ رسولَ اللهِ ﷺ قال: «أدُّوا صدقةَ الفطرِ صاعًا مِن قمحٍ أو قال برٍّ عن كلِّ إنسانٍ صغيرٍ أو كبيرٍ حرٍّ أو مملوكٍ غني أو فقيرٍ ذكرٍ أو أنثى أمّا غنييكٌم فيزكيه اللهُ، وأمّا فقيرُكُم فيردُّ اللهُ عليهِ أكثرَ مِمّا أعطَى”
أيّها السادةُ: همساتُ الوداعِ تقولُ: أحسنُوا وداعَ شهرِكُم.. ضاعفُوا الاجتهادَ في هذه الليالي، أكثروا مِن الذكرِ … أكثروا مِن تلاوةِ القرآنِ … أكثرُوا مِن الصلاةِ، أكثرُوا مِن الصدقاتِ، أكثرُوا مِن إفطارِ الصائمين.
أيُّها السادةُ: خابَ وخسرَ مَن أدركَ رمضانَ ولم يغفرْ له، خابَ وخسرَ مَن أدركَ رمضانَ ولم تعتقْ رقبتهُ مِن النارِ، فليلةُ القدرِ هي ليلةُ المغفرةِ، هي ليلةُ الرحمةِ، هي ليلةُ العتقِ مِن النيرانِ، فالسعيدُ مَن اغتنمَهَا والشقيُّ والمحرومُ مَن حُرمَ خيرهَا.
فالبدارَ البدارَ قبلَ فواتِ الأوان!!! التوبةَ التوبةَ قبلَ فواتِ الأوان!!! الرجوعَ الرجوعَ إلى اللهِ قبلَ فواتِ الأوان !!!
أبتْ نفسِي أنْ تتوبَ فمَا احتيالِي*** إذا برزَ العبادُ لذي الجلالِ
وقامُوا مٍن قبورِهم سكارَى *** بأوزارٍ كأمثالِ الجبالِ
وقد نُصبَ الصراطّ لكي يجوزُوا *** فمنهم مَن يكبُّ علي الشمالِ
ومنهم مَن يسيرُ لدارِ *** عدنٍ تلقاهُ العرائسُ بالغوالي
يقولُ له المهيمنُ يا ولِيّ *** غفرتُ لك الذنوبَ فلا تُبالي
نسألُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أنْ يتقبلَ منَّا صيامَنَا وقيامَنَا وصلاتَنَا وزكاتَنَا وأنْ يحفظَ مصرَنَا مِن كلِّ سوءٍ وشرٍّ إنّه ولى ذلك ومولاه… كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه د/ محمد حرز
_______________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف